تتساءل فتيات عدّة عن حكم الخمار، وهل هو واجب أو مستحب؟ والجواب أن الخمار واجب بنص القرآن. وفي ما يلي ذكر للأدلة وأقوال العلماء.
- ابن باز
سئل ابن باز: ما حكم ارتداء الخمار بالنسبة للمرأة المسلمة، وهل كان معروفًا في زمن الرسول ﷺ؟
قال رحمه الله:
الخمار مشروع بين النساء، وبين المحارم، وواجب إذا كان يراها أجنبي، يجب أن تختمر لتغطي رأسها، ووجهها، ومعروف في عهد الصحابة، وفي عهد النبي ﷺ وما بعده، قال الله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31].
فالخمار ما يوضع على الرأس، ويستر به الوجه والرأس، ومقدم البدن، وقد يكون طويلًا يستر البدن كله مع الرأس.
- ابن عثيمين
سئل ابن عثيمين: هل تأثم المرأة بتركها لبس الخمار ؟
فأجاب:
إذا لم يكن عند المرأة إلا نساء أو محارم أو زوج فإنه لا يجب عليها لبس الخمار؛ لأنه يجوز أن تكشف رأسها لهؤلاء، وإذا كان عندها رجال أجانب أو أرادت أن تخرج إلى السوق وجب عليها لبس الخمار، ولبس الخمار كان من عادة نساء الصحابة؛ قال الله تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾. وكان من عادتهنّ أيضاً النقاب لبس النقاب، وهو أن تستر المرأة وجهها بغطاء وتنقب بعينيها من أجل النظر لكن بقدر الحاجة؛ ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في المرأة إذا أحرمت لا تنتقب؛ فدل هذا على أن النقاب كان من عادتهن
وقال الشيخ مرةً:
وضع المرأة عباءتها على الكتفين في الصلاة لا بأس به؛ لأن هذا شيء معتاد عند النساء، وليس من خصائص الرجال حتى نقول: إن هذا من باب التشبه بالرجل.
وأما لبسها العباءة على الكتفين في الأسواق ، وبين الناس : فلا؛ لأن لبسها العباءة على الكتفين في الأسواق يؤدي إلى بيان حجم كتفيها ورقبتها، وهل هي طويلة أو قصيرة -أعني الرقبة- فيكون في ذلك فتنة .
ثم من الذي يأمن إذا رخص للنساء في لبس العباءة على الكتف ، أن تتطور المسألة ، ثم تبدأ النساء تخرج إلى الأسواق بالمقطاب -أي: بالقميص بدون عباءة- لأن النساء في الغالب إذا فتح لهن الباب الصغير ، صار باباً كبيراً، وربما قلعن الباب كله ، ودخلن من غير أبواب.
لذلك نقول: وضع العباءة على الكتفين في الصلاة : لا بأس به ، ولا يبطل الصلاة .
وأما المشي به في الأسواق فلا؛ لأنه يجر إلى فتنة، وهو ذريعة إلى توسع النساء في اللباس
- ابن جبرين
سئل ابن جبربن: ماحكم عباية الكتف وحكم الخمار وما هو الجلباب؟
فأجاب:
والجلباب هو الرداء الذي تلتف به المرأة ويستر رأسها وجميع بدنها ومثله المشلح والعباءة المعروفة، والأصل أنها تلبس على الرأس حتى تستر جميع البدن، فلبس المرأة للعباءة هو من باب التستر والاحتجاب الذي يقصد منه منع الغير من التطلع ومد النظر، قال تعالى: (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) (الأحزاب:59) .
ولا شك أن بروز رأسها ومنكبيها : مما يلفت الأنظار نحوها، فإذا لبست العباءة على الكتفين كان ذلك تشبهاً بالرجال ، وكان فيه إبراز رأسها وعنقها وحجم المنكبين ، وبيان بعض تفاصيل الجسم كالصدر والظهر ونحوه، مما يكون سبباً للفتنة ، وامتداد الأعين نحوها ، وقرب أهل الأذى منها ، ولو كانت عفيفة.
وعلى هذا : فلا يجوز للمرأة لبس العباءة فوق المنكبين ، لما فيه من المحذور ، ويُخاف دخوله في الحديث المذكور وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي من أهل النار ... ) إلى قوله: (ونساء كاسيات عاريات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها.. إلخ) (أخرجه مسلم وأحمد وذكره الألباني في الأحاديث الصحيحة) . والله أعلم
- موقع الإسلام سؤال وجواب
سئل فريق الإفتاء به عن حكم لبس خمار قصير يبرز الكتفين.
فقالوا:
إن كان قصيرا، أو يؤدي تثبيت أطرافه على الكتفين أو على الصدر إلى بروز حجم المرأة وظهور صدرها وكتفيها عند الحركة، فهذا لا يكفي للستر، ولا تعد لابسته ممتثلة للأمر الشرعي، لكن حالها أفضل من المتبرجة ولا شك.
ولا يقال: إن الكتفين لا فتنة فيهما، لأن هذا خلاف ما أمر الله تعالى من كون الخمار يضرب على الجيوب، والجيب فتحة الصدر .
ثم إن المرأة ممنوعة من لبس ما يبدي حجم عظامها، كما روى أحمد (21786) والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة" (1/ 441)، والبيهقي عن أُسَامَةَ بن زيد، قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً ، كَانَتْ مِمَّا أَهْدَاهَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلَالَةً، إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا) وحسنه الألباني في "جلباب المرأة المسلمة" (ص 131).
فالحجاب يراد للستر، ومنع الفتنة، لا يراد للزينة حتى يتفنن النساء في اختيار أنواعه، وتثبيت أطرافه، وإبداء أعلى البدن ظاهرا ملفتا. ا.هـ.
فيجب على المسلمة لبس الخمار واتخاذه من أي مكان لها.
EknanFactory.com